يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الشبكة الافتراضية الخاصّة (في بي إن) وبرامج الحماية من الفيروسات في قدرة الأولى على توفير أقصى مستويات الحماية للبيانات أثناء نقلها باستخدام تقنيات التشفير، بينما تكتفي برامج مكافحة الفيروسات بحماية جهازك من خطر الإصابة بالبرمجيات الخبيثة. ومع ذلك، فقد بدأت شبكات الـ “في بي إن” وبرامج مكافحة الفيروسات في تقديم المزيد من الحلول الأمنية واسعة النطاق، والتي غالبًا ما تتداخل فيما بينها بشكل واضح. دعونا نلقي نظرة على أوجه المقارنة بين هاتين الخدمتين، ونسلّط مزيدًا من الضوء على الفوارق التي تُميّزهما عن بعضهما البعض. ما هو برنامج الحماية من الفيروسات؟ الغرض الرئيسي من برامج الحماية من الفيروسات الحديثة، أو كما تعرف أيضا بـ “برامج مكافحة الفيروسات” أو “البرامج المضادة للفيروسات”، هو ضمان أمن وسلامة الجهاز. إذ ستعمل هذه البرامج على رصد ومنع أي برمجيات خبيثة أو فيروسات من إصابة هاتفك الذكي أو حاسوبك المحمول. برنامج مكافحة الفيروسات الجيّد يجب أن يكون قادرًا على رصد جميع أنواع البرمجيات الخبيثة، على غرار أحصنة طروادة، وراصد لوحة المفاتيح، وقراصنة العملات المشفّرة، وبرمجيات الإعلانات المدعومة، وغيرها من البرمجيات الخبيثة. الآلية التي يعمل بها برنامج مكافحة الفيروسات تتمّ عبر جمع المعلومات الكافية حول التهديدات السيبرانية على الصعيد العالمي، ثمّ تحديث قاعدة بيانات الفيروسات على جهازك. فمن نافلة القول إذن أن يكتسي حرصك الدائم على تحديث برنامج الحماية من الفيروسات أهمّيةً بالغة جدا لإنجاح آلية عملi. ما هي فوائد برامج الحماية من الفيروسات؟ من الصعب جدًا التأكد من سلامة ملفٍ ما أو رابط مجهول على الإنترنت. إذ تتيح لك برامج مكافحة الفيروسات “بطريقة ما” حريّة ارتكاب الأخطاء. لو قمت مثلا بالضغط على رابط خبيث عن طريق الخطأ، فغالبًا ما ستتمكن برامج مكافحة الفيروسات من التعرف عليه وإزالته. إليكم فيما يلي بعض الفوائد الأخرى لبرامج الحماية من الفيروسات: تعمل في الخلفية ولا تزعج المستخدم. تُعدّ برامج الحماية من الفيروسات من أكثر البرمجيات التي لا تتطلّب تفاعلا دائمًا من قبل المستخدم لأنّها تشتغل بشكل شبه كامل في الخلفية. العديد من برامج الحماية من الفيروسات الجيدة متوفّرة مجّانًا، أو على الأقل، تُقدم نسخة مجانية. إذا كنت تستخدم جهازًا يعمل بنظام ويندوز، فأنت تستخدم برنامجًا للحماية من الفيروسات بشكل تلقائي. وضع الحماية (أو كما يُعرف أيضا بوضع آلية تحديد الصلاحيات). إذا كنت غير متأكد من أحد الملفات، يمكنك استخدام وضع الحماية؛ وهو عبارة عن مساحات افتراضية آمنة. يمكنك في هذا الوضع فتح ملفٍ ما تشتبه بأنه خبيث دون المخاطرة بإصابة جهازك بالبرمجيات الخبيثة. ما هي عيوب برامج الحماية من الفيروسات؟ إنّ استخدامك لبرنامج جيّد للحماية من الفيروسات يكاد يخلو من العيوب. فتلك البرامج تعمل في الخلفية ولن يكون لمعظمها أي تأثير يذكر على أداء جهاز الكمبيوتر. ومع ذلك، فإن استخدام برنامج مجّاني لمكافحة الفيروسات قد يكون محفوفًا بالمخاطر، حيث ستسعى الشركات التي تقف وراءه إلى تحقيق الرّبح على أكتاف المستخدمين. على سبيل المثال، وُجد بأن برنامج أفاست (Avast) المجاني يقوم بجمع سجلات تصفح المستخدمين وبيعها للشركات الإعلانية. عندما تبحث عن خدمة أمنية عبر الإنترنت، فإن الأمر يستحق دائمًا البحث عن خيار ذي جودة ممتازة -حتى ولو كان مدفوعًا-. {SHORTCODES.blogRelatedArticles} ما هي الشبكة الافتراضية الخاصّة (في بي إن)؟ على غرار برامج الحماية من الفيروسات، توفّر شبكة الـ “في بي إن” للمستخدم أقصى مستويات الحماية من التهديدات السيبرانية. ولكنها تفعل ذلك عن طريق تشفير حركة مرور المستخدم على شبكة الإنترنت وإعادة توجيهها عبر سرفر، أو خادم “في بي إن” بعيد أو منعزل. وبهذه الطريقة، يتم إخفاء عنوان بروتوكول إنترنت المستخدم (IP)، وموقعه الجغرافي، وكذا معلوماته الشخصية، وهو ما من شأنه حماية بياناته من المتسللين والمجرمين وحتى من مزوّد خدمة الإنترنت الخاصّ به. تعمل شبكات الـ “في بي إن” أيضًا في الخلفية، ولكن عادةً ما يكون من السهل إعدادها أو تعليق نشاطها أو إيقاف تشغيلها مقارنةً ببرامج مضادات الفيروسات التقليدية التي تميل لأن تكون أكثر “عنادًا”، وقد يصعب في بعض الأحيان إلغاء تثبيتها. ما هي فوائد الـ “في بي إن”؟ إذا ما نظرنا إلى برامج مكافحة الفيروسات كأسلوب حماية “ساكن”، فإن الشبكات الافتراضية الخاصة هي عكس ذلك تمامًا. إذ يمكنك الاستفادة فورًا من مزايا الـ “في بي إن” الأمنية بمجرد تشغيلها. تشفير حركة مرورك على شبكة الإنترنت. بياناتك محمية لأن شبكتك مشفرة بمعيار “أي إي أس-256” (AES-256) عالي المستوى على كل خادم من خوادم الـ “في بي إن”. كما أن شبكات “في بي إن” الآمنة، على غرار نورد-في بي إن (NordVPN) توفّر حمايةً كاملة من تسريب نظام أسماء النطاقات (DNS)، ممّا سيضمن لك حماية بياناتك الشخصية في جميع الأوقات. تغيير موقعك الجغرافي. تسمح لك الشبكات الافتراضية الخاصة بتصفّح مواقع الويب غير المتوفرة في بلدك. تعزيز الخصوصية. باستخدام شبكة الـ “في بي إن”، يمكنك إخفاء سجل التصفح من مزوّد خدمة الإنترنت، والحفاظ على خصوصية بياناتك الشخصية ومنع وقوعها في أيادي شركات الإعلان. مزايا إضافية. عادةً ما تأتي شبكات الـ “في بي إن” الجيدة بتشكيلة متنوّعة من مزايا الأمان الإضافية والمفيدة، ليتعدّى دورها بذلك وظيفة التشفير الأساسي. حماية أجهزة متعددة. سيقوم مزوّدو خدمات الـ “في بي إن” ذات الجودة الممتازة بتأمين اتصالك على عدة أجهزة، بحيث يمكنك الدخول إلى شبكة واي فاي عامة بأمان تامّ. على سبيل المثال، حساب واحد فقط على تطبيق “نورد-في بي إن” يغطّي ما يصل إلى ستة أجهزة كاملة. ما هي عيوب الشبكات الافتراضية الخاصّة؟ إذا كنت تستخدم شبكة “في بي إن” مجانية، فقد تواجه عددًا من المخاطر والمشكلات. إذ غالبًا ما تكون هذه الخدمات أقل استقرارًا وأمانًا عند مقارنتها بخيارات ممتازة أخرى مثل تطبيق “نورد-في بي إن”. بياناتك الشخصية مثلا قد لن تكون محميةً بشكل كامل، ومن المحتمل كذلك أن تتأثر سرعة الإنترنت لديك بشكل سلبي. لتجنّب هذه العيوب، تأكد من استخدام شبكة “في بي إن” عالية الجودة وجديرة بالثقة. تزعم شبكات “في بي إن” المجانية أنها تقدم نفس المزايا التي توفّرها نظيراتها المدفوعة، ولكنّ تلك المزاعم عاريةٌ تمامًا عن الصحّة. الانتقاء بين الـ “في بي إن” وبرامج الحماية من الفيروسات
شبكة الـ “في بي إن” وبرنامج الحماية من الفيروسات: هل يمكن استخدامهما معًا بشكل متزامن؟ تعمل كلٌّ من الشبكات الافتراضية الخاصة وبرامج مكافحة الفيروسات على حماية أمنك الرقمي، ولكنها تؤدّي عملها بطرق مختلفة. هل يمكنك استخدام الـ “في بي إن” إلى جانب برنامج الحماية من الفيروسات؟ طبعًا، بل قد يكون استخدامهما سويةً هو الخيار الأفضل لأنه سيُمكّنك من توفير الحماية اللازمة لجهازك ولاتّصالك بالشبكة العنكبوتية في نفس الوقت. قد تتداخل المزايا التي تقدمها شبكة الـ “في بي إن” مع نظيرتها التي يوفّرها برنامج الحماية من الفيروسات في بعض الأحيان. فعلى سبيل المثال، يوفّر برنامج “نورد-في بي إن” لمستخدميه الأفاضل خاصيّةً تسمى الحماية من التهديدات (Threat Protection)، والتي تقوم بحظر الإعلانات ومواقع استضافة البرمجيات الخبيثة، كما تحمي جهازك من تحكّم شبكة البوتات. يمكن لهذه الخاصّية أيضا حظر أدوات التتبع ومساعدتك على رصد وتحديد الملفات الخبيثة. ولكن لا داعي للقلق بشأن تداخل هذه المزايا أو الخصائص فيما بينها، لأنّه عندما يتعلق الأمر بالأمن السيبراني، فغالبًا ما يكون المزيد من الحماية هو الخيار الأمثل دون أدنى شكّ. مشاكل مختلفة تقابلها حلولٌ متباينة شبكات الـ “في بي إن” إذن؛ أم برامج الحماية من الفيروسات؟ أيهما أفضل؟ هذا السؤال ليس له إجابة محدّدة. فبرامج الحماية من الفيروسات والشبكات الافتراضية الخاصة توفّر لك أقصى مستويات الحماية من مختلف التهديدات السيبرانية، لذا، فكلاهما سيعود عليك بالفائدة! عندما تتصفح شبكة الإنترنت، يمكن لشبكة الـ “في بي إن” الآمنة أن تحميك من مجموعة متنوعة من المخاطر بما فيها خطر التتبع، وهجوم الوسيط، والتجسس على شبكة الواي فاي، وغيرها من الأنشطة الخبيثة الأخرى. أمّا إذا نقرت مثلا على رابط خبيث، هنا يمكن أن يتدخّل برنامج مكافحة الفيروسات للحدّ من الأضرار التي يمكن أن يُلحقها ذاك الرابط الخبيث بجهازك.
نصيحة من أهل الاختصاص: إذا كنت تريد تحقيق مستوى عالٍ من الأمان على شبكة الإنترنت، فنحن ننصحك باستخدام برنامج الحماية من الفيروسات إلى جانب الـ “في بي إن”.فقد لا يكون برنامج الحماية من الفيروسات بمفرده كافيًا لتحقيق ذلك، ولكن عند إقرانه بشبكة “في بي إن” ذات جودة ممتازة، يمكن لهذا الإجراء أن يوفر لك أقصى مستويات الحماية التي تبحث عنها.